تعريف كوكب الزهرة

يحتلّ كوكب الُّزهرة المرتبة الثانية من حيثُ قربه إلى الشمس، إذ يبعد عنها قرابة مئة وثمانية ملايين سنة، وهو من الكواكب الترابيّة كالمريخ وعطارد، وهو شبيه بكوكب الأرض من حيث التركيب والحجم، وسُميّ بفينوس نسبة إلى آلهة الجمال، وجاءت تسميته بالزُّهرة من البياض والحسن، ولأنّ سطوعه من الأرض يكون واضحاً بفعل انعكاس كميّة كبيرة من أشعة الشمس إليه، وبسبب كثافة غلافه الجوي العالية، ويُسمى أيضاً بنجم المساء والصباح.

إنّ كوكب الزهرة أقرب إلى الشمس من كوكب الأرض إذ يدور في مداره حولها؛ لذلك يمكن رؤيته بوضوح قبل الشروق أو الغروب بوقت قصير.

لكوكب الزُّهرة غلاف جوي كثيف، ويتكون بشكل رئيسيّ من ثنائي أكسيد الكربون، وكميّة قليلة من النيتروجين، حيث تبلغ كثافته ثلاثة وتسعين ضعفاً لكتلة الغلاف الجوي الأرضي، وتبلغ عند سطحه خمسة وستين كغم/م³، أمّا ضغطه فيُعادل اثنين وتسعين ضعفاً للضغط الجوي الأرضي، وتبلغ درجة حرارة سطحه أكثر من 460 درجة مئوية نتيجة للاحتباس الحراري الذي يحدث بفعل إنتاج ثاني أكسيد الكربون من ثنائي أكسيد الكبريت، وهذا يعني أنّ درجة حرارة كوكب الزهرة أعلى من درجة حرارة عطارد بالرغم من أنّ زهرة يبعد عن الشمس ضعف عطارد، وكثيراً ما يُقال إنّ سطح الزهرة يُشبه الجحيم.

تشير الكثير من الدراسات أنّ الغلاف الجوي لزهرة قبل ميليارت السنين يُشبه إلى حد ما الغلاف الجوي للأرض، لكن كما ذكرنا كان للاحتباس الحراري أثر كبير في تغيير وضع الكوكب.

يتميز كوكب الُّزهرة بحدوث أهم الظواهر الطبيعيّة على سطحه وهي ظاهرة عبور زهرة، وهي ظاهرة فلكيّة يُسببها مروره بين الأرض والشمس، حيثُ يبدو وكأنّه نقطة سوداء صغيرة تعبر الشمس، وكانت مدة العبور الذي حدث عام ألفين وأربعة وعام ألفين واثني عشر نحو ست ساعات، ويُشبه هذا العبور ظاهرة الكسوف، وبالرغم من أنّ حجم الزهرة يساوي أربعة أضعاف حجم القمر إلاّ أنه يظهر بشكل أصغر بكثير أثناء هذه الظاهرة، ونادراً ما تحدث هذه الظاهرة الفلكيّة، إذ تتكرر كلّ 234 سنة، وكلّ عبورين يفصل بينهما ثماني سنوات تقريباً ثمّ يتكرر ذلك بعد مرور مئة وإحدى وعشرين سنة ونصف، فقبل وقوع عبور عام ألفين وأربعة كان آخر عبور في عام ألف وثمانمئة وأربعة وسبعين، أمّا العبور المستقلبي الذي سيحدث لكوكب الزهرة فسيكون في عام ألفين وسبعة عشر، وآخر في عام ألفين وخمسة وعشرين.